بأى ذنب قتلت

بأي ذنبٍ قتلت

الشيخ / محمد القاضي



بسم الله و الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم , اما بعد 

فإن الحادث الأليم الذى حصل من قتل الأخ سيد بلال من قبل جهاز امن الدولة بدون جريرة و بدون وجه حق , سلسلة من جرائم هذا النظام الذى لايعرف حرمة للدماء و لا للأعراض , ويحكم البلاد و العباد بطريقة قمعية طيلة عقود من الزمان لا يعرف الا لغة السجن و التعذيب و القتل كلغة للتعامل مع افراد الشعب و كأنهم حيوانات بل و الله انه بلغ من الظلم ما يفوق تعامله مع الحيوانات , فبأى حق يقتل شاب لمجرد انه يشتبه فى انه مفجر للكنيسة بلا بينة و لابرهان .فهل المطلوب ان يعترف بجريمة لم يرتكبها ؟؟؟؟؟؟ام ان الخيبة التى تلاحق النظام فى تحديد هوية الفاعل هى الدافعة لقتل الأبرياء ؟؟؟؟؟؟ام ان الشكوك و الشبهات  التى تحوم حول بعض النصارى المتصلين بأقباط المهجر هى السبب فى محاولة النظام الصاق التهمة بالأبرياء , حتى لا تظهر الحقيقة بأن واحدا منهم هو من نفذ هذا الهجوم على الكنيسة لتحقيق مكاسب سياسية كبيرة من وراء ذلك , خصوصا اذا علمنا ان المتهم الوحيد حتى الآن الذى يخضع للتحقيق امام جهات سيادية يأتى ومعه المحامى الخاص به و لا يمس احد شعرة من رأسه فيعامل معاملة البشر وهو متهم فى القضية و هذا الشاب المسلم مشتبه فيه و ليس متهما بشىء , الم يكن حريا بهولاء القتله ان يعاملوا المسلم كمعاملة الكافر سواء بسواء , ام ان المسلمين فى هذه البلد و فى غيرها من بلاد المسلمين و خصوصا الملتزمين بالكتاب و السنة كلأ مستباح لكل ظالم لا يؤمن بيوم الحساب؟؟؟ الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟؟؟سيقف اخونا السيد يوم يقوم الناس لرب العالمين يمسك بتلابيب القاتل يقول يارب انظر هذا فيما قتلنى و استحل عرضى و دمى ؟؟؟؟؟؟يا من تستطيل على الناس بقوتك اعلم ان لك رب قادر على ان يوقف العروق فى دمك , و يسلط عليك من جنوده ما يجعلك تتمنى الموت فى كل لحظة و يكون الموت راحة لك من العذاب ؟؟؟؟؟؟وهيهات هيهات ان يكون الموت راحة لأمثالك من العذاب بل هو بداية لعذاب لا يعلم حقيقته الا الله قال تعالى ( وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17)) قال ابن كثير فى تفسيره ما ملخصه :

(وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } أي: متجبر في نفسه معاند للحق، كما قال تعالى: { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ } [ق: 24 -26].
وفي الحديث: "إنه يؤتى بجهنم يوم القيامة، فتنادي الخلائق فتقول: إني وُكلت بكل جبار عنيد" الحديث (2) .
خاب وخسر حين اجتهد الأنبياء في الابتهال إلى ربها العزيز المقتدر.
وقوله: { مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ } و"وراء" ها هنا بمعنى "أمام"، كما قال تعالى: { وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا } [الكهف: 79]، وكان ابن عباس يقرؤها "وكان أمامهم ملك".
أي من وراء الجبار العنيد جهنم، أي: هي له بالمرصاد، يسكنها مخلدا يوم المعاد، ويعرض عليها غدوا وعشيا إلى يوم التناد

(وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ } أي: في النار ليس له شراب إلا من حميم أو غساق، فهذا في غاية الحرارة، وهذا في غاية البرد والنتن، كما قال: { هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ } [ص: 57، 58].
وقال مجاهد، وعكرمة: الصديد: من القيح والدم.
وقال قتادة: هو ما يسيل من لحمه وجلده. وفي رواية عنه: الصديد: ما يخرج من جوف الكافر، قد خالط القيح والدم.
ومن حديث شَهْر بن حَوْشَب، عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: قلت: يا رسول الله، ما طينة الخبال؟ قال: "صديد أهل النار"  وفي رواية: "عُصَارة أهل النار"  .
و عن أبي أمامة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: { وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ } قال: "يُقَرَّبُ إليه فيتكرهه، فإذا أدنى منه شَوى وجهه، ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره. يقول الله تعالى  { وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ } [محمد: 15]، ويقول: { وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ }  [الكهف: 29].
وقوله: { يتجرعه } أي: يتغصصه ويتكرهه، أي: يشربه قهرا وقسرا، لا يضعه في فيه  حتى يضربه الملك بمطراق من حديد، كما قال تعالى: { وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } [الحج: 21].
{ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ } أي: يزدرده لسوء لونه وطعمه وريحه، وحرارته أو برده الذي لا يستطاع.
{ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ } أي: يألم له جميع بدنه وجوارحه وأعضائه.
قال ميمون بن مِهْرَان: من كل عظم، وعرق، وعصب.
وقال عكرمة: حتى من أطراف شعره.

وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌٌ (43يقول [تعالى شأنه]  { وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ } يا محمد { غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } أي: لا تحسبه إذ أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم مهمل لهم، لا يعاقبهم على صنعهم  بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده عدا، أي: { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ } أي: من شدة الأهوال يوم القيامة.
ثم ذكر تعالى كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر فقال: { مُهْطِعِينَ } أي: مسرعين، كما قال تعالى: { مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ [يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ]  [القمر: 8]، وقال تعالى: { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا } إلى قوله: { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا } [طه: 198 -111]، وقال تعالى: { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } [المعارج: 43].

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grants For Single Moms | تعريب وتطوير : باســـم .