تقديس العلماء

بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم أما بعد ..

فإن قضية تقديس الأشخاص من القضايا التى ينبغى على ابناء الصحوة التنبه لها و ضبطها بضوابط الكتاب و السنة , فنحن جميعا نعلم ان الإسلام يربى ابنائه على تعظيم الدليل من الكتاب و السنة الصحيحة الثابتة و على ان العصمة لاتثبت لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم و على طاعة الله و طاعة الرسول و طاعة اولى الأمر من المسلمين كما فى قوله تعالى " و اطيعو الله و اطيعوا الرسول و اولى الأمر منكم " فجعل طاعة الله و طاعة الرسول طاعة مطلقة بلا حد و لاقيد و جعل طاعة اولى الأمر الذين هم العلماء و الأمراء كما هو قول عامة علماء التفسير طاعة مقيدة بطاعتهم لله و طاعتهم لرسوله صلى الله عليه و سلم و ذلك لإنه عطفها على طاعة الله و طاعة الرسول , فطاعة العلماء و الأمراء مقيدة بطاعتهم لله و طاعتهم لرسوله صلى الله عليه و سلم الذى قال " انما الطاعة فى المعروف " و قال " لاطاعة لمخلوق فى معصية الخالق " و هذا يدل على تربية الإسلام للمسلمين على تعظيم النصوص الشرعية من كلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه وسلم , هذا التعظيم و التقديم الذى صرفه البعض لكلام العلماء على ما نكنه فى صدورنا من احترام لكلام العلماء لكنه ينبغى التفريق فى التعامل بين نصوص الكتاب و السنة و نصوص العلماء فليس كل قول لعالم من العلماء يعتبر بمنزلة النص الشرعى قطعى الثبوت و الدلالة أو حتى قطعى الثبوت أو الدلالة و يكون حجة من يناظر او يستدل ان فلان قال كذا ..... فنحن لانقدح فى اى عالم من علماء الأمة قديما أو حديثا انما نطعن فى هذه الطريقة فى الإستدلال و هذا الذى اشار إليه ابن عباس عندما اراد ان يعلم الناس الا يواجهوا الدليل الشرعى بأقوال الرجال فقال لهم " توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله و تقولون قال ابوبكر و عمر " و هو رضى الله عنه يعرف قدر ابى بكر و عمر و انهم لايخالفون الدليل و انهم اكثر تعظيما للدليل منه و هو لايقلل من منزلتهم ابدا و انما كما ذكرنا يعلم الناس الا يحتجوا فى مقابلة النصوص الشرعية باقوال الرجال و تكون هذه هى حجتهم ,فاحترام العلماء واجب شرعى تفرضه الآيات القرانية و الأحاديث النبوية كمثل قوله تعالى { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } (المجادلة:11) و قوله تعالى{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } (الزمر: 9) و قوله صلى الله عليه و سلم ( ليس من أمتي من لم يجلّ كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقَّه ) رواه أحمد والطبراني و قد كان السلف يجتهدون فى بيان هذا المعنى بطريقة عملية ومن ذلك ما كان يفعله عبدالله بن عباس رضي الله عنهما مع زيد بن ثابت رضي الله عنه، حيث إن زيداً من أكابر الصحابة وعلمائهم ، فكان عبدالله بن عباس – وهو من هو في شرفه – يمسك بركاب دابة زيد بن ثابت ، ويقوده ، ويضع يده له ليركبه ، ويقول : هكذا أُمِرنا أن نفعل بعلمائنا.
والاحترام لا يعني بحال تقديس العلماء لدرجة اعتبارهم معصومين ، أو قبول كل ما يقولون دون دليل ، فهذا غلوٌّ لا يجوز ، لأن العلماء وغيرهم يجب عرض أقوالهم على الكتاب والسنة ، فما وافقهما قبِل ، وإلا ردّ ؛ قال الإمام مالك رحمه الله : كلٌّ يؤخذ من قوله ويترك ، إلا صاحب هذا القبر – أي رسول الله صلى الله عليه و سلم.
وانت عندما تنظر لواقع الصحوة ستجد ان هذا الأسلوب أصبح هو الأسلوب المسيطر على طبقة كبيرة من الملتزمين خصوصا من قل علمه بالكتاب و السنة و معرفته للخلاف بين العلماءو درجة هذا الخلاف أعنى هل الخلاف فى المسألة من الخلاف السائغ المقبول أم من الخلاف غير السائغ المخالف للبينات فتجد البعض يتعصب لقول عالمه بالرغم من ضعف القول أو مخالفته الظاهرة للدليل أو وجود أقوال لعلماء أخر أولى بالدليل و الذى يمنعه من متابعة القول الراجح هو ما وقر فى قلبه من محبته لهذا العالم أو ان القائل للقول المرجوح أو القول الضعيف أو القول الباطل أحيانا هو العالم المعظم فى نفسه ، وهذا ماينبغى أن نتحرر منه و نتابع الدليل أينما كان و مع اى أحد كائنا من كان دون النظر إلى مكانة القائل , ونقول مثل ماقال الإمام ابن القيم رحمه الله " شيخ الإسلام حبيب إلى قلوبنا ولكن الحق أحب إلينا منه " فالواجب على طالب الحق أن يبحث عن القول الراجح بدليله و لايتابع عالما إلا دون أن يعرف دليله فى المسألة خصوصا إذا كان التابع من طلبة العلم , بل ينبغى على العلماء أن يربوا اتباعهم على تعظيم الدليل من الكتاب و السنة و إذا وجدوا يوما من الدهر أن أقوالهم تخالف الدليل فليتركوا أقوالهم بلا تردد كما كان يصرح بذلك الأئمة الكبار كالإمام مالك و الشافعى و غيرهم عندما كانوا يقولون لأتباعهم " إذا وجدتم كلا منا يخالف كلام رسول الله فضربوا بأقوالنا عرض الحائط و خذوا بكلام رسول الله صلى الله عليه و سلم , وفى ظنى أن هذا الموضوع يحتاج إلى تكرار و بيان لأن الطالب دائما ما يتعصب لمعله و تخرجه هذه العصبية عن حد الإعتدال فى تقيم الأقوال و الأفعال و هذه التربية على ترك التعصب لأقوال الرجال تزيل من الواقع الدعوى كثير من المشاكل بل و المعارك الطاحنة بين أتباع الشيخ الفلانى و أتباع الشيخ العلانى فإن العصبية تزدهر مع فشوا الجهل فى الأتباع و كلما ازداد العلم فى الأتباع كلما ازدهرت فيهم معانى التناصح و قبول النصيحة و التوجيه و كان الرفق عنوان العلاقة التى بينهم على الرغم من الإختلاف فى و جهات النظر كما كان حال الرعيل الأول , ان تعظيم العلماءإلى  درجة فرض هالة من القداسة على اشخاصهم و افعالهم يؤدى إلى وقوع الطائفة المؤمنة فى ما يغضب الله عز جل من تعظيم المخلوق كتعظيم الخالق و ذلك بجعل أقوالهم  و أفعالهم بمفردها دليلا شرعيا و هذا ما تأباه النصوص الشرعية من الكتاب و السنة كمثل قوله تعالى : " اتخذوا احبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله " قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى الفتاوى جـ7 صـ67 وما بعدها :ـ
وقد قال الله تعالى:" اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(31) التوبة...وفى حديث عدى بن حاتم وهو حديث حسن طويل رواه أحمد والترمذى وغيرهما وكان قد قدم على النبى صلى الله عليه وسلم وهو نصرانى فسمعه يقرأ هذه الآية قال فقلت له أنا لسنا نعبدهم قال أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه قال فقلت بلى قال فتلك عبادتهم وكذلك قال أبو البخترى اما أنهم لم يصلوا لهم ولو أمروهم أن يعبدوهم من دون الله ما أطاعوهم ولكن أمروهم فجعلوا حلال الله حرامه وحرامه حلاله فأطاعوهم فكانت تلك الربوبية وقال الربيع بن أنس قلت لأبى العالية كيف كانت تلك الربوبية فى بنى اسرائيل قال كانت الربوبية أنهم وجدوا فى كتاب الله ما أمروا به ونهوا عنه فقالوا لن نسبق احبارنا بشىء فما أمرونا به ائتمرنا وما نهونا عنه انتهينا لقولهم فاستنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم فقد بين النبى صلى الله عليه وسلم أن عبادتهم اياهم كانت فى تحليل الحرام وتحريم الحلال لا أنهم صلوا لهم وصاموا لهم ودعوهم من دون الله فهذه عبادة للرجال .......)
وقال فى نفس السياق : (وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا حيث أطاعوهم فى تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين: أحدهما: أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركا وان لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم فكان من اتبع غيره فى خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركا مثل هؤلاء. والثانى: أن يكون اعتقادهم وايمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام ثابتا لكنهم أطاعوهم فى معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصى التى يعتقد أنها معاص فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب كما ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:" انما الطاعة فى المعروف" وقال:" على المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية" وقال:" لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق" وقال:" من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه". ثم ذلك المحرم للحلال والمحلل للحرام ان كان مجتهدا قصده اتباع الرسول لكن خفى عليه الحق فى نفس الأمر وقد اتقى الله ما استطاع فهذا لا يؤاخذه الله بخطئه بل يثيبه على اجتهاده الذى أطاع به ربه ولكن من علم أن هذا خطأ فيما جاء به الرسول ثم اتبعه على خطئه وعدل عن قول الرسول فهذا له نصيب من هذا الشرك الذى ذمه الله لا سيما ان اتبع فى ذلك هواه ونصره باللسان واليد مع علمه بأنه مخالف للرسول فهذا شرك يستحق صاحبه العقوبة عليه. ولهذا اتفق العلماء على أنه اذا عرف الحق لا يجوز له تقليد أحد فى خلافه وانما تنازعوا فى جواز التقليد للقادر على الاستدلال وان كان عاجزا عن اظهار الحق الذى يعلمه فهذا يكون كمن عرف أن دين الاسلام حق وهو بين النصارى فاذا فعل ما يقدر عليه من الحق لا يؤاخذ بما عجز عنه وهؤلاء كالنجاشى وغيره وقد أنزل الله فى هؤلاء آيات من كتابه.
وأما ان كان المتبع للمجتهد عاجزا عن معرفة الحق على التفصيل وقد فعل ما يقدر عليه مثله من الاجتهاد فى التقليد فهذا لا يؤاخذ ان أخطأ كما فى القبلة وأما ان قلد شخصا دون نظيره بمجرد هواه ونصره بيده ولسانه من غير علم أن معه الحق فهذا من أهل الجاهلية وان كان متبوعه مصيبا لم يكن عمله صالحا وان كان متبوعه مخطئا كان آثما كمن قال فى القرآن برأيه فان أصاب فقد أخطأ وان أخطأ فليتبوأ مقعده من النار)
وقال رحمه الله فى منهاج السنة جـ 8 صـ 47 وما بعدها :ـ
(  وقد علم كل من له علم بأحوال الصحابة والتابعين أنه لم يكن فيهم أحد يلبس سراويل ولا يسقى ملحا ولا يختص أحد بطريقة تسمى الفتوة لكن كانوا قد اجتمع بهم التابعون وتعلموا منهم وتأدبوا بهم واستفادوا منهم وتخرجوا على أيديهم وصحبوا من صحبوه منهم وكانوا يستفيدون من جميع الصحابة وأصحاب ابن مسعود كانوا يأخذون من عمر وعلي وأبي الدرداء وغيرهم وكذلك أصحاب معاذ بن جبل رضي الله عنه كانوا يأخذون عن ابن مسعود وغيره وكذلك أصحاب ابن عباس يأخذون عن ابن عمر وأبي هريرة وغيرهما وكذلك أصحاب زيد بن ثابت يأخذون عن أبي هريرة وغيره. وقد انتفع بكل منهم من نفعه الله وكلهم متفقون على دين واحد وطريق واحدة وسبيل واحدة يعبدون الله ويطيعون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن بلغهم من الصادقين عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قبلوه ومن فهم من القرآن والسنة ما دل عليه القرآن والسنة استفادوه ومن دعاهم إلى الخير الذي يحبه الله ورسوله أجابوه. ولم يكن أحد منهم يجعل شيخه ربا يستغيث به كالإله الذي يسأله ويرغب إليه ويعبده ويتوكل عليه ويستغيث به حيا وميتا ولا كالنبي الذي تجب طاعته في كل ما أمر فالحلال ما حلله والحرام ما حرمه. فإن هذا ونحوه دين النصارى الذين قال الله فيهم:"اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون" سورة التوبة 31 وكانوا متعاونين على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان متواصين بالحق متواصين بالصبر والإمام والشيخ ونحوهما عندهم بمنزلة الإمام في الصلاة وبمنزلة دليل الحاج فالإمام يفتدى به المأمومون فيصلون بصلاته لا يصلى عنهم وهو يصلى بهم الصلاة التي أمر الله ورسوله بها فإن عدل عن ذلك سهوا أو عمدا لم يتبعوه. ودليل الحاج يدل الوفد على طريق البيت ليسلكوه ويحجوه بأنفسهم فالدليل لا يحج عنهم وإن أخطأ الدلالة لم يتبعوه وإذا اختلف دليلان وإمامان نظر أيهما كان الحق معه اتبع فالفاصل بينهم الكتاب والسنة. قال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) النساء....)
و هذه النقولات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية يؤيدها غيرها من كلام غيره من أهل العلم و قد اختذلتها خشيت الإطالة و الله أسأل ان يزيل هذا المرض من قلوب أبناء الصحوة المباركة و أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه منا اللهم آمين و آخر دعونا أن الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين صلى الله عليه و سلم .

و لذكر الله اكبر

بسم الله و الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عيه و سلم اما بعد ..........

فإن القلب يحتاج الى مادة يحى بها و يعيش بمدادها , و قد اتفق العقلاء جميعا على أن القلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد ، وأنها تظمأ كما يظمأ الزرع ، وتجف كما يجف الضرع ؛ ولذا ، فهي تحتاج إلى تجلية وري ، يزيلان عنها الأصداء و الظمأ , والمرء في هذه الحياة ، محاط بالأعداء من كل جانب ؛ نفسه الأمارة بالسوء ، تورده موارد الهلكة ، وكذا هواه وشيطانه ، فهو بحاجة ماسة ، إلى ما يحرزه ويؤمنه ، ويسكن مخاوفه ، ويطمئن قلبه . وإن من أكثر ما يزيل تلك الأدواء ، ويحرز من الأعداء ، ذكر الله والإكثار منه لخالقها ومعبودها ؛ فهو جلاء القلوب وصقالها ، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها .
كم يحتاج العبد فى هذه الدنيا الى من يؤمنه و يلتجأ اليه عندما تحيط به الخطوب فالذاكر لله لا يلتفت الى غيره و لايتعلق بسواه , ولا تقلقه أعداد القلة والكثرة ، وتستوي عنده الخلوة والجلوة قال ابن القيم رحمه الله : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك ، فكيف يكون السمك إذا فارق الماء ؟
لقد حث الدين الحنيف ، على أن يتصل المسلم بربه ، ليحيا ضميره ، وتزكوا نفسه ، ويطهر قلبه ، ويستمد منه العون والتوفيق ؛ ولأجل هذا ، جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة ، ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله عز وجل على كل حال ؛ فقال عز وجل : يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً [سورة الأحزاب:41-42].
وقال سبحانه : والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا ًعظيماً [سورة الأحزاب:35]. وقال جل شأنه : واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون [سورة الأنفال :45]. وقال تعالى : فاذكروني أذكركم [سورة البقرة:152]. وقال سبحانه: ولذكر الله أكبر [سورة العنكبوت :45].
وقال : ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم )) متفق عليه .
وقال : ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا : وذلك ما هو يا رسول الله ، قال :. ذكر الله عز وجل )) رواه أحمد .
وقال : ((من قال : سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة )) رواه الترمذي وحسنه الحاكم وصححه
فالحقيقة القلب الذى لا يستنير بالذكر تملأه الظلمة و تنطفأ فيه نور البصيرة و يتمكن منه الشيطان قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، فإذا ذكر الله خنس .
وكان رجل رديف النبي على دابة ، فعثرت الدابة بهما ، فقال الرجل: تعس الشيطان ؛ فقال له النبي : ((لا تقل : تعس الشيطان ؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل البيت ، ولكن قل : بسم الله . فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب )) رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح .
وحكى ابن القيم رحمه الله عن بعض السلف ، أنهم قالوا : إذا تمكن الذكر من القلب ، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي ، كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين ، فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسه الإنسي .
و السان المتعطل عن الذكر حاله كالعين العمياء ، والأذن الصماء ، واليد الشلاء قال الحسن البصري رحمه الله : تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة ، وفي الذكر ، وقراءة القرآن ، فإن وجدتم ، وإلا فاعلموا أن الباب مغلق .
فالسان المشغول بذكر الله يقوى القلب و ليس القلب فقط بل يقوى الأبدان  ؟!
تأمل فى قول النبى صلى الله عليه و سلم لعلى و فاطمة لما اشتكيا له ما تواجهه من الطحن والعمل المجهد ، فسألته خادما ، فقال رسول الله : ((ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم ، إذا أويتما إلى فراشكما ، فسبحا الله ثلاثا وثلاثين ، واحمداه ثلاثا وثلاثين . وكبراه أربعا وثلاثين ؛ فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان )) فقال علي : ما تركتها بعدما سمعتها من النبي ، فقال رجل : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين  رواه أحمد وليلة صفين : ليلة حرب ضروس دارت بينه وبين خصومه رضي الله عنهم أجمعين .
فإن المداومة على الذكر تقوى الأبدان و تهون الصعاب بل تفتح البلاد فقد ثبت عن النبي في فتح القسطنطينية : (( فإذا جاءها نزلوا ، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم ، قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر ؛ فيسقط أحد جانبيها ، ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ، ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا .. الحديث )) رواه مسلم في صحيحه .
فياله من سلاح تخاذلنا فى الأخذ به , فحرى بنا ان ننشغل بذكر الله و قد احاطت بنا المخاوف من كل جانب خصوصا و الحضارة المادية المعاصرة قائمة على الجفاف الروحى و رؤية الإنسان لنفسه و عقله و ابتكراته و يحاول الإنسلاخ من المعانى الشرعية الرفيعة و استدبار المعانى التى حضنا عليها الشرع حتى تحى الأرواح و تتنعم كما تتنعم الأبدان بل أعظم  و هذا ما يجعلنا نرى القلق و المخاوف و الضيق و الهموم قد ملأت حياة الناس فى المشارق و المغارب و ضاعت الطمأنينة التى يحتاجها العباد أيما حاجة الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [سورة الرعد:28].
يقول جل وعلا في الحديث القدسي : (( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )) رواه البخاري ومسلم .
فهل يشتكى هما و غما وضيقا من كان الله ذاكرا له فى نفسه .
فى الحقيقة  هناك من الناس من يذكرون الله ، ولكنهم لا يفقهون معنى الذكر ، فتصبح قلوبهم بعيدة عن استشعار جلال الله ، وقدره حق قدره ، وذكر الله عز وجل ، كلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ، غير أن الناس مما ألفوا منه ، وما جهلوا من معناه ، لا يرددونه إلا كما يرددون كلاما تقليديا ، وإلا فهل فكر أحد في كلمة ((الله أكبر)) التي هي رأس التكبير وعماده ، وهي أول ما كلف به الرسول حين أمر بالإنذار  يـا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر [سورة المدثر:1-3].
إنها كلمة عظيمة ، تحيي موات الأرض الهامدة ، لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم ، أو هي أشد وقعا .
إنها كلمة ، ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق وناهب ؛ لترتجف يده ، ويهتز كيانه . وكذا تدوي ، في أذن كل من يهم بإثم أو معصية ، ليقشعر ويرتدع ، وينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتد متكبر ، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى ، أن هناك إلها أقوى منه ، وأكبر من حيلته واستخفافه ومكره ، أخذه أقوى من أخذ البشر ومكرهم وخديعتهم ، فالله أكبر ، الله أكبر كبيرا .
و هل تأمل احد فى معانى الحمد الله التى تحتاج الى مقالة مستقلة لبيان بعض ماتحويه من اعتراف القلب بالفضل لصاحب الفضل و ما تدل عليه من كمال الخالق فى اسمائه و صفاته و افعاله .
فاستحضار القلب لمعاتى الذكر عند نطق اللسان هو المراد من الشارع ولذا يحصل العبد من الأجر على قدر الحضور القلبى و هذه هى الجنة التى من لم يدخلها فى الدنيا لم يدخلها فى الآخرة , كما تكلم بهذه الكلمات سيد العارفين شيخ الإسلام ابن تيمية و قد كان الذكر هو الزاد التى يستعين به فى جهاده الطويل مع البدع و الضلالات و الذى من دونه تخور قواه فى مواجهة النفس الآمره بالسوء و من بعد ذلك اعدائه من شياطين الإنس و الجن , فكل مسلم يحتاج الى هذا الزاد فى كل مراحل الحياة و أشد الناس حاجة لذلك هم السالكون فى طريق الدعوة الى الله الذين هم حالهم ذكر لله لإنهم يحتاجون  المعونة الربانية فى طريقهم و دعوتهم الم تر الى حال الرسل و الأنبياء لم ينفكوا عن الذكر فى كل مراحل الدعوة و قد كان له الأثر البالغ فى نفوسهم خصوصا فى المواقف الحرجة على طريق الدعوة .
 لا حول و لاقوة الإ بالله فلا تحول من حال الى حال و لاقدرة على ذلك الا بتوفيق من الله و اعانة وهذا المعنى ينبغى ان تمتلأ به نفس العبد المؤمن الساعى فى مرضات الله المنشغل بطاعة الله فلا يأس ولا قنوط من رحمة الله بل ثقة و يقين فى نصر الله امتلأت به نفوس العارفين المطمئنين بذكر الله الا بذكر الله تطئن القلوب و آخر دعوانا ان الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و سلم .  

مواجهة الشيعة على ارض الواقع

مواجهة الشيعة على ارض الواقع

بسم الله و الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله .....اما بعد
فان مواجهة الخطر الشيعى اصبحت واجبا على الجميع و مانحن بصدده فى هذه المقالة ليس بيان مدى خطورة المذهب الشيعى و عقائده المنحرفه و انما نحن بصدد بيان بعض الطرق الواقعية لمواجهة اطماع الشيعة فى بلاد السنة و التى نحتاج اليها ايما حاجة فى هذه الأوقات خصوصا مع تزايد معدلات الإختراق الشيعى لأنسجة المجتمعات السنية تحت غطاء الدعوة الترضوية للتقارب بين السنة و الشيعة,و التى كانت السبب الرئيسى وراء تفشى هذا المرض فى جسد الأمه فقد اثبت هذا المنهج الترضوى فشلا ذريعا فى حل الأزمة جملة و تفصيلا و لذا فالواجب علينا ان نبين الحق للناس ونرسم الخطوط التى نواجه بها هذه الهجمة الشيعية الشرسة ..........
وبمال ان الفكر لايقرعه الا الفكر فهذه خطوط عريضة لمواجهة الفكر الشيعى استعرتها من كتاب الشيخ الدليمى و اضفت عليها بعض الإضافات بمايتناسب مع كل قطر من اقطار المسلمين :
المحور الأول فى هذه المواجهة فضح اباطيلهم و خزعبلاتهم بتفاصيلها ( تحريف القران , تكفير الصحابة , الطعن فى امهات المؤمنين , شركهم بالقبور و دعاء اهل البيت و تقديسهم , رد الأحاديث النبوية , العصمة , الإمامة , التقية , المتعة , التقليد, التبعية لإيران و تنفيذ مخططاتها , العمالة للأجنبى , فضح كتب مروياتهم , فضح مخازى علمائهم , اباحتهم دم المخالف و ماله و عرضه خصوصا اهل السنة , مساجد ضرارهم (الحسينيات ), الأذان البدعى , اوقات الصلوات , الوضوء , النياحة و اللطمات , التطبير..........الخ)
و المحور الثانى عرض مخازيهم التاريخية على مر العهود و العصور , و فضح تزويرهم للتاريخ . مثال لذلك مافعلته الدولة الصفوية مع الخلافة العثمانية و ما فعله الخائن نخم الخزى الطوسى مع التتار و غيرذلك من الوقائع التى تثبت تواطئهم مع اعداء الأمة من اليهود و النصارى و المشركين و فى الوقت الحالى ما يفعله الشيعة فى العراق و افغانستان من التآمر مع اعداء المسلمين على اهل السنة و الجماعة

و المحور الثالث لهذا المنهج فى المواجهة تجريدهم من حق الإنتساب الى (اهل البيت العلوى أو النبوى) , و البيان الواضح ان هذه مجرد دعوى و ستار كاذب . و اهل البيت برآء مما يفعل الظالمون و المشركون برآة تامة . و مثال ذلك الواضح ما كان من امر براءة على بن ابى طالب رضى الله عنه من عبد الله بن سبأ اليهودى المؤسس الحقيقى لدين الشيعة و الذى تبرأ على بن ابى طالب من كفره و غلوه حال حياته و قد ذكر علماء الشيعة ما كان من امر هذه البراءة  فهذا هوالكشي (هو أبو عمرو بن عمر بن عبد العزيز الكشي - من علماء القرن الرابع للشيعة ، وذكروا أن داره كانت مرتعا للشيعة ) كبير علماء التراجم المتقدمين -عندهم -الذي قالوا فيه : إنه ثقة، عين ، بصير بالأخبار والرجال ، كثير العلم ، حسن الاعتقاد ، مستقيم ا لمذهب .
والذي قالوا في كتابه في التراجم : أهم الكتب في الرجال هي أربعة كتب ، عليها المعول ، وهي الأصول الأربعة في هذا الباب ، وأهمها ، وأقدمها ، هو"معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين المعروف برجال الكشي (انظر مقدمة "الرجال")
يقول ذلك الكشي في هذا الكتاب : وذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ، ووالى عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصى موسى بالغلو، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي مثل ذلك ، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه ، وكفرهم ، ومن هنا قال من خالف الشيعة ، إن التشيع ، والرفض ، مأخوذ من اليهودية ( "رجال الكشي " ص 101 ط مؤسسة الأعلمى بكربلاء العراق ).
ونقل المامقاني ، إمام الجرح والتعديل ، مثل هذا عن الكشي في كتابه " تنقيح المقال " ( "تنقيح المقال " للمامقاني ، ص 184 ج 2 ط طهران ) .
ويقول النوبختي الذي يقول فيه الرجالي الشيعي الشهير النجاشي : الحسن بن موسى أبو محمد النوبختي ، المتكلم ، المبرز على نظرائه في زمانه ، قبل الثلاثمائة وبعد . انظر " الفهرست للنجاشي" ص 47 ط الهند سنة 1317ه.
النوبختي : هو أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي من أعلام القرن الثالث للهجرة - عندهم - وورد ترجمته فى جميع كتب الجرح والتعديل عند الشيعة، وكل منهم وثقه وأثنى عليه .
وقال الطوسى : أبو محمد، متكلم ، فيلسوف ، وكان إماميا (شيعيا) حسن الاعتقاد ثقة . . . وهو من معالم العلماء ( فهرست الطوسي" ص 98 ط الهند 1835م ).
ويقول نور الله التستري : الحسن بن موسى من أكابر هذه الطائفة وعلماء هذه السلالة، وكان متكلما، فيلسوفا، إمامي الاعتقاد. انظر "مجالس المؤمنين للتستري ص 77 ط إيران نقلا عن مقدمة الكتاب .
يقول هذا النوبختي في كتابه "فرق الشيعة" : عبد الله بن سبأ كان ممن أظهر الطعن على أبى بكر، وعمر، وعثمان ، والصحابة ، وتبرأ منهم ، وقال إن عليا عليه السلام أمره بذلك ، فأخذه علي ، فسأله عن قوله هذا ، فأقر به ، فأمر بقتله فصاح الناس إليه ، يا أمير المؤمنين ! ! أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم ، أهل البيت ، وإلى ولايتكم ، والبراءة من أعدائكم ، فسيره (علي ) إلى المدائن (عاصمة فارس آنذاك ) ، (انظر أخي المسلم كيف كان حب علي رضي الله تعالى عنه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورفقائه الثلاثة - الصديق والفاروق وذي النورين حتى أراد أن يقتل من يطعن فيهم !!).
و انما هذا طرف من الحقيقة التى ينبغى كشفها للناس عن حقيقة هذا المذهب البخبيث و الستار المزيف الذى يتسترون به من حب آل البيت لترويج على السذج و الجهلة من عوام المسلمين
و المحور الرابع فى هذه المواجهة مع دين الشيعة التعامل من مطلق التعزز بالحق و الصدع به دون مواربة و لا مداهنة فإننا على الحق المبين المنطلق من الكتاب و السنة ,  فإن الهجوم و الهجوم المستمر على دين الشيعة هو الأسلوب الوحيد النافع للوقاية و التحصين من الغزو الشيعى للمجتمعات السنية وفقا للقاعدة العسكرية المعروفة الهجوم هو خير وسيلة للدفاع و ليست الأساليب الترضوية التقريبية الفاشلة التى كونت و هو دعوة الشيعة غطاء جيدا و ارضية خصبة لهذا الغزو الشيعى لبلاد السنة
و المحور الخامس فى هذه المواجهة كشف العلاقات الوطيدة بين الشيعة و غيرهم من الفرق المنحرفة عن منهج اهل السنة و الجماعة ممن تتبنى نفس المبادىء المنحرفة
و اعطى مثال على ذلك بالصوفية التى تعتبر البوابة الحقيقية لدخول الشيعة إلى كثير من مجتمعات المسلمين لشدة التشابه بين عقائد الشيعة و عقائد الصوفية و هذا الموضوع يحتاج الى بيان مستقل سنحاول بيانه فى مقال آخر بإذن الله
أما المحور الأخير فى هذه المقالة و هو دعوة الشيعة علنا من خلال جميع المنابر الدينية و الإعلامية المتاحة إلى دين الإسلام فى وضعه الإلهى الأول قبل و جود الفرق و الإعلان ان الدين الذى هم عليه اليوم , ليس له من الإسلام إلا اسمه
و أخيرا ينبغى على اهل السنة و الجماعة فى بلادنا و فى جميع بلاد المسلمين تبنى هذه القضية و العمل على توعية عوام المسلمين بخطورة الموضوع و اهمية نشر فضائل الصحابة و مكانتهم فى الإسلام و بذلهم من اجل الدين مع  التركيز و التكرار و الطرق المستمر و عدم الإكتفاء بشرح الموضوع مرة فى المسجد فقط بل ينبغى التكرار لإن العقيدة بنت الإيحاء و التكرار وبيان ان الشيعة يستعملون الكذب عند التعامل  مع أهل السنة و لا يظهرون الوجه الحقيقى لهم و انهم ينتظرون الهفوات و الغفوات لإهل السنة فحسبنا الله ونعم الوكيل
و  آخر دعوانا الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام  على رسول الله صلى الله عليه و سلم . 

ادب العلماء

بسم الله و الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم اما بعد
لقد ذكر الإمام ابن القيم فى كتابه اعلام الموقعين الرسالة التى ارسلها الامام الليث ابن سعد الى الإمام مالك ابن انس رحمهما الله تعالى وقد كانت مراجعه من الإمام الليث بن سعد للإمام مالك فى بعض المسائل الفقهية التى تخالف فيها فتاوى الإمام الليث فتاوى الإمام مالك رحمهما الله تعالى .
وكم وقفت معجبا بتلك الأخلاق العالية التى تمتلأ بها الرسالة و قلت فى نفسى هكذا تكون اخلاق العلماء , فالإمام الليث من اقران الإمام مالك رحمهما الله و بالرغم من ذلك ما تجد فى الرسالة الا الحب و التقدير الكبير بالرغم من الإختلاف فى وجهات النظر بينهما فى كثير من المسائل الفقهية التى تباينت فيها الأراء و اختلفت فيها الأحكام ,  فالأدب الجم هو الظاهرة السائدة في ثنايا الرسالة ظاهراً وباطناً ، والإطراء والدعاء كان بدوره من أرق السمات وأوضحها في تلك الرسالة , فقد قال الإمام الليث بعد ما ذكر بعض المسائل التى يخالف فيها الإمام مالك  (( وقد تركتُ أشياء كثيرة من أشباه هذا، وأنا أحب توفيق الله إياك وطول بقائك؛ لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة، وما أخاف من الضيعة, إذا ذهب مثلك مع استئناس بمكانك، وإن نأت الدار؛ فهذه منزلتك عندي ورأيي فيك فاستيقنه، ولا تترك الكتاب إلي بخبرك وحالك وحال ولدك وأهلك وحاجة إن كانت لك, أو لأحد يوصل بك، فإني أسر بذلك، كتبت إليك ونحن صالحون معافون والحمد لله، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم شكر ما أولانا, وتمام ما أنعم به علينا، والسلام عليك ورحمة الله)) وهذا الأدب الجم و السلوك الرفيع تجده بين العلماء فى كل العصور فهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، مع جلالته وقرابته للمصطفى صلى الله عليه وسلم، يأخذ بركاب زيد بن ثابت رضي الله عنه، ويقول:
"
هكذا أُمِرْنا أن نفعل بعلمائنا"، فيقبَّل زيد يد ابن عباس، ويقول:
"
هكذا أُمِرنا أن نفعل بآل بيت نبينا " و من ألطف ما يُروى ما ورد من أنَّ مجموعةً من أصحاب الإمام الشافعيِّ قالوا له: نراك تكثر التزاور مع الإمام أحمد، فقال:  
قالوا يزورك أحمد وتزوره = قلتُ الفضـائلُ لا تفارق مَنزِلَهْ
إنْ زارني فبفضلِهِ أو زرته فلفضلِهِ = فالفضلُ في الحالَينِ لَهْ
ومن الأدب الرفيع الذى تجده فى هذه الرسالة  انه رحمه الله إذا ورد ذكر أحد من مخالفيهم فإن ذكره يقترن بكلمة خير, وجملة دعاء وشهادة حق , مهما يكن سبب الخلاف بينهم ، لقد كان كل من مالك والليث على خلاف مع ربيعة الرأي في بعض الأحكام ، ومع ذلك يرد ذكره في الرسالة هكذا : " وذاكرتك أنت وعبد العزيز بن عبد الله  بعض ما نعيب على ربيعة من ذلك, فكنتما من الموافقين فيما أنكرت، وتكرهان ما أكرهه، ومع ذلك بحمد الله عند ربيعة خير كثير، وعقل أصيل، ولسان بليغ، وفضل مستبين، وطريقة حسنة في الإسلام، ومودة صادقة لإخوانه عامة ولنا خاصة، رحمه الله وغفر له, وجزاه بأحسن من عمله ".
فهل هناك قول في مخالف أجمل من هذا القول ؟
وهل هناك ذكر لمعارض أرق أو آدب من هذا الذكر ؟
لكن ذلك ليس بمستغرب ، لأنه أدب الأئمة وشمائل العلماء وأخلاق الفضلاء . ثم ان الإمام يعلمنا كيف نتعامل مع الخلاف السائغ  و كيف ننكر على المخالف فى مثل هذه النوعية من المسائل و ذلك ببيان الدليل فى المسألة فهو رحمه الله قد بين مذهبه فى كل مسألة خالف فيها الإمام مالك و بين مأخذه من الأدلة الشرعية و هذا ما ينبغى ان نتأدب به فى الخلاف السائغ بذكر المسألة بدليلها فليس المطلوب ان نعرف قول الإمام و انما الأهم ان نعرف دليله من الكتاب و السنة و الإجماع و القياس الصحيح على ذلك و غير ذلك من ادلة الأحكام المختلفه التى يستند عليها العلماء فى استنباط الأحكام  وهذا يربى طلبة العلم  على الأدب العالى بينهم و ينأى بهم عن التعصب الأعمى الذى يتنافى مع تعاليم الشريعة .
ان هذا الأدب الجم بين العلماء و الحب و المودة و الرقى فى الحوار من اهم عوامل الألفة بين الأمة اذ ان العلماء محط انظار الأمة بأسرها و قدوتها التى تسير خلفها , فنسأل الله ان يرزقنا العلم النافع و الأدب الجم و ان يجمعنا مع هؤلاء الأئمة فى جنته هو ولى ذلك و القادر عليه و الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على افضل المرسلين و على آله و صحبه و سلم .     

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grants For Single Moms | تعريب وتطوير : باســـم .